وجدتنى أقلب فى أوراقى فوقعت عينى على سطور مكتوب فيها
" كانت النمسا قد خرجت من الحرب العظمى الأولى فقيرة مفلسة فقدت امبراطوريتها
الواسعة و فقدت معها كل شىء".
"كان الزائر الأجنبى يشهد مظاهر الفقر و الجوع فى كل مكان .. كان يرى مثلا فى شوارع المدينة الجميلة ضباطا عظاما من ضباط الجيش النمسوى الامبراطورى القديم و هم فى ثيابهم العسكرية الممزقة و على صدورهم شارات الأوسمة و النياشين التى حصلوا عليها فى ميادين الشرف و الفخار و لكنهم كانوا يقفون أمام أبواب الفنادق الكبرى و المطاعم و المقاهى يتسولون.
كان الضابط منهم يقف و يضم راحتى يديه إلى صدره و يحنى رأسه .. و لا يقول شيئا .. تسول صامت هو أشد أثرا فى النفس من عبارات الاستجداء المعروفة فى مصر و فى ايطاليا و المصحوبة بأسماء الله و القديسين".
أوشكت الصفحة على الانتهاء و وجدت على الصفحة الجارة لها فى الجانب الأيمن عنوانا لكتاب أخذت منه هذه السطور و اسمه : بعض من عرفت .. للكاتب الراحل الذى لقبوه بأمير صاحبة الجلالة : محمد التابعى.
و من هذه السطور البسيطة نأخذ العبرة بأن مهما كانت قوتك و صلابتك فسيأتى يوم و تسقط مثل الحكمة التى تقول : ما طار طير و ارتفع إلا كما طار وقع.
ضاعت النمسا بسبب الحرب و ضاع معها قادتها العسكريين فلا نفعتهم نياشينهم و لا أوسمتهم فكل ما كان لهم هو الوقوف بصمت دون التفوه بكلمات "لله يا محسنين" و حسنة قليلة تمنع بلاوى كثيرة" و إنما الاعتماد على عطف أهل البر و الاحسان فهل يسود البر و الإحسان لدى الأطراف المتصارعة التى تسعى لحكم ديمقراطى سليم أم تستمر حالة الضباب و منها إلى الخراب؟
"كان الزائر الأجنبى يشهد مظاهر الفقر و الجوع فى كل مكان .. كان يرى مثلا فى شوارع المدينة الجميلة ضباطا عظاما من ضباط الجيش النمسوى الامبراطورى القديم و هم فى ثيابهم العسكرية الممزقة و على صدورهم شارات الأوسمة و النياشين التى حصلوا عليها فى ميادين الشرف و الفخار و لكنهم كانوا يقفون أمام أبواب الفنادق الكبرى و المطاعم و المقاهى يتسولون.
كان الضابط منهم يقف و يضم راحتى يديه إلى صدره و يحنى رأسه .. و لا يقول شيئا .. تسول صامت هو أشد أثرا فى النفس من عبارات الاستجداء المعروفة فى مصر و فى ايطاليا و المصحوبة بأسماء الله و القديسين".
أوشكت الصفحة على الانتهاء و وجدت على الصفحة الجارة لها فى الجانب الأيمن عنوانا لكتاب أخذت منه هذه السطور و اسمه : بعض من عرفت .. للكاتب الراحل الذى لقبوه بأمير صاحبة الجلالة : محمد التابعى.
و من هذه السطور البسيطة نأخذ العبرة بأن مهما كانت قوتك و صلابتك فسيأتى يوم و تسقط مثل الحكمة التى تقول : ما طار طير و ارتفع إلا كما طار وقع.
ضاعت النمسا بسبب الحرب و ضاع معها قادتها العسكريين فلا نفعتهم نياشينهم و لا أوسمتهم فكل ما كان لهم هو الوقوف بصمت دون التفوه بكلمات "لله يا محسنين" و حسنة قليلة تمنع بلاوى كثيرة" و إنما الاعتماد على عطف أهل البر و الاحسان فهل يسود البر و الإحسان لدى الأطراف المتصارعة التى تسعى لحكم ديمقراطى سليم أم تستمر حالة الضباب و منها إلى الخراب؟
هل تستمر محاولات التسول الصامت من أجل أخذ الحقوق داخل
المحروسة و أم الدنيا أم تنتزع الحقوق بشرعية تحترم القوانين و تحاسب الكبير قبل
الصغير بكل عدل دون التفاف على إرادة الناس؟
هل نحن نسير فى طريق التسول الصامت أم فى طريق الحصول على
الحق؟
أحيانا تأتى لحظات تشهد الطوفان الذى يغرق الجميع لأنهم
غيبوا الحقيقة عن أعينهم فاعتمدوا على التهليل و التصفيق و تراجعوا عن كشف الغشاوة
التى تمنعهم من تحقيق العدل و الديمقراطية و كل ذلك لأنهم أوقفوا العقل عن طرح
التساؤلات التى تتكاثر و تتزايد و تحتاج لإجابات تنطق بالحق لوجه الله و لوجه
الوطن.